فالملوك لهم علاقة شديدة بالهدايا ،ونقطة الضعف كامنة في هذا الأمر ،فيمكن أن يذعنوا للهدايا الغالية ...فإذا أذعن سليمان بهذه الهدية فهو ملك ،وينبغي أن نواجهه بالقوّة فنحن أقوياء ...وإذا ألح على كلامه ولم يكترث بنا فهو نبيّ ،وفي هذه الصورة ينبغي التعامل معه بالحكمة والتعقل !
ولم يذكر القرآن أية هدية أرسلتها الملكة إلى سليمان ،لكنّه بتنكيرها بيّن عظمتها ،إلاّ أن المفسّرين ذكروا مسائل كثيرة لا يخلو بعضها من الإغراق:
قال بعضهم: أرسلت إليه خمسمائة غلام وخمسمائة جارية ممتازة ،وقد ألبست الرجال ثياب النساء والنساء ثياب الرجال ،وجعلت الأقراط في آذان الرجال والاسورة في أيديهم ،وألبست الجواري تيجاناً ...وكتبت في رسالتها إلى سليمان: لو كنت نبيّاً فميّز الرجال من النساء !،
وبعثت أُولئك على مراكب ثمينة ،ومعهم جواهر وأحجار كريمة ،وأوصت رسولهافي الضمنأن أنظر كيف يواجهك سليمان عند وردك عليه ،فإن واجهك بالغضب فاعلم بأنه سيرة الملوك ،وإن واجهك بالمحبة واللطف فاعلم أنّه نبيّ .
/خ35