{إِنَّمَآ} يا محمد ،قل لكل قومك الذين اتخذوا هذه البلدة المقدسة وكعبتها المشرّفة موقفاً لعبادة الأصنام{أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبِّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا} فهو الذي خلقها بجبالها وسهولها وناسها وحيوانها ونباتها ،وهو الذي أعطاها صفة القداسة عندما جعلها حرماً آمناً يأوي إليه كل الناس من دون أن يخافوا عدوّاً ،حينما حرّم فيها القتال على كل من في داخلها أو خارجها ،وهو الذي يستحق العبادة ،فإذا دعوتكم لعبادته وحده ،فإنني أول من يلتزم بذلك ويقوم به ،وإذا دعوتكم لرفض عبادة الأصنام من موقع أنها مصنوعة من الأحجار أو الأخشاب ،فإنني أول الرافضين لذلك كله{وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ} في الكون كله ،فلا يملك أحد معه شيئاً ،من هذه البلدة ومن غيرها ،فماذا تملك هذه الأصنام منه ،{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} الذين عاشوا إسلام الفكر والقلب والحياة لله ،وهذا ما يجعل النبيّ ملتزماً دعوته من موقع الانتماء ،ومتحركاً في خطها العملي من موقع الانقياد .