{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ} أي مكة{ الَّذِي حَرَّمَهَا} أي جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم ،ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها .وفيه تعريض بجحدهم نعمته تعالى في ذلك ،حيث آمنهم من خوف ،وأجلهم في أعين القبائل ،ووقاهم من الفتن المنتشرة عند غيرهم ،إجلالا لهذا البيت .وهم لم يراعوا هذه النعمة بالقيام بواجب شكرها ،من عبادته تعالى وحده ،وسعيهم بالإصلاح{ وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} أي خلقا وملكا .فهو خالق كل شيء ومليكه{ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي ممن أسلم وجهه لله تعالى ،لا لغيره .