{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} على الناس كلهم ،لأفتح عيونهم وعقولهم وحياتهم على مواقع الهدى ليفكروا بحرّية ،ليختاروا الموقف الذي يناسبهم من خلال وعيهم للنتائج الخيّرة التي تترتب عليه في جانب الخير ،وليتعرفوا الموقف الآخر الذي يحتوي النتائج السلبية المترتبة عليه ،{فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} لأن نتائج الهدى تخص حياته في ما يصل من خلالها إلى مواقع الخير والسلام ،{وَمَن ضَلَّ} وانحرف عن الخط المستقيم ،ولم يأخذ بأسباب الهدى ،فاتركه لاختياره وأبلغه أنك لست مسؤولاً عن ضلاله ،لأنك أبلغته كل كلام الله وحذرته من عقابه ،{فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُنذِرِينَ} ليدلوا الناس على مواقع الهوّة السحيقة التي يهلك من وقع فيها ،ثم يترك لهم حرية اختيار المصير الذي يريدونه .