والتلاوة: قراءة كلام معين على الناس ،وقد تقدم في قوله تعالى{ الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}[ البقرة: 121] ،وقوله{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} في سورة البقرة ( 102 ) .
وحذف متعلق التلاوة لظهوره ،أي أن أتلوا القرآن على الناس .وفرع على التلاوة ما يقتضي انقسام الناس إلى مهتد وضال ،أي منتفع بتلاوة القرآن عليه وغير منتفع مبيناً أن من اهتدى فإنما كان اهتداؤه لفائدة نفسه .وهذا زيادة في تحريض السامعين على الاهتداء بهدي القرآن لأن فيه نفعه كما آذنت به اللام .
وإظهار فعل القول هنا لتأكيد أن حظ النبي صلى الله عليه وسلم ن دعوة المعرضين الضالين أن يبلغهم الإنذار فلا يطمعوا أن يحمله إعراضهم على أن يلح عليهم قبول دعوته .والمراد بالمنذرين: الرسل ،أي إنما أنا واحد من الرسل ما كنت بدعاً من الرسل وسنتي سنة من أرسل من الرسل قبلي وهي التبليغ{ فهل على الرسل إلا البلاغ المبين}[ النحل: 35] .