{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} وبلغ مبالغ الرجال ،وذلك بأن يصل إلى المرحلة التي تشتد بها قواه وهي مرحلة الثمانية عشر من السنكما يقال،{وَاسْتَوَى} بحيث استقر في حياته واعتدل في توازنه ،{آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} وذلك عندما ألهمه الله معرفة موازين الأمور التي يستطيع بها أن يعرف مصادر الأحكام ومواردها فيبلغ بها مواقع العدل ،وأعطاه الله من أبواب العلم ما يفتح له آفاق الحياة بحيث يتمكن من حلّ مشكلاتها ،ومن السيطرة على تحريك قضاياها في الاتجاه السليم ،{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} فنتعهدهم بالحفظ والرعاية ونرفع مواقعهم الفكرية والروحية في المستويات العليا من حركة العقل والفكر ،ليكونوا أكثر قدرة على الإحسان للحياة من حولهم ،وللإنسان في كل مواقعه .