{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ} عندما يعيش ولدها الحبيب في أحضانها وهي آمنة على حياته ،بل إنها مسؤولة أمامهم عن المحافظة على حياته باعتبار موقعه المميز في بيت فرعون ،فلا مجال للقلق ولا للحزن ،{وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} في ما يَعِدُ الله به عباده في قضاياهم التي تتحرك في موقع رحمته .وهذه هي الحقيقة الإيمانية التي لا شك فيها ،لأن الذي يخلف الوعد أحد شخصين ،إمَّا العاجز وإمَّا الكاذب ،أو الجاهل الذي يظهر له الشيء بطريقة ثم يبدو له غيره فيتبدل رأيه وموقفه ،وقد تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ،{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا ينفتحون على الأفق الواسع الذي يطلُّ بهم على مفردات القضايا من خلال القواعد العامة للإيمان ،ولذلك فإنّهم يستغرقون في أوضاعهم الشخصية المزاجية أو أفكارهم الارتجالية السريعة ،بعيداً عن أية معرفةٍ عميقةٍ في حقائق العقيدة والحياة ،وهذه هي مشكلة الناس في كل زمان ومكان أمام الإيمان ،فهي مشكلة الجهل التي تغلق عليهم أبواب الحق ،وتدفعهم إلى الاندفاع نحو الباطل .
وهكذا تعهَّد الله موسى بالرعاية في طفولته حتى تكامل جسده واستقر عقله ،