ولهذا قال تعالى:( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) أي:به ، ( ولا تحزن ) أي:عليه:( ولتعلم أن وعد الله حق ) أي:فيما وعدها من رده إليها ، وجعله من المرسلين . فحينئذ تحققت برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين ، فعاملته في تربيته ما ينبغي له طبعا وشرعا .
وقوله:( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أي:حكم الله في أفعاله وعواقبها المحمودة ، التي هو المحمود عليها في الدنيا والآخرة ، فربما يقع الأمر كريها إلى النفوس ، وعاقبته محمودة في نفس الأمر ، كما قال تعالى:( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) [ البقرة:216] وقال تعالى:( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) [ النساء:19] .