قال مقاتل: إنَّ رؤوس اليهود ،كعب ويحرى والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنهم عبد اللّه بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم ،فأنزل اللّه تعالى هذه الآية
]لن يضُرُّوكم إلاَّ أذى[ وتعود الآيات إلى حديث أهل الكتاب ،من أجل توضيح الصورة للمسلمين الذين كانوا يخوضون معهم معركة الإسلام في قضية الوجود والاستمرار ،وذلك لتفريغ أفكارهم من أيّ شعور بالخوف منهم ،بالإيحاء لهم بأنَّهم لن يستطيعوا الإضرار بالمسلمين بالمستوى الذي يمثِّل التحدّي للوجود ،بل كلّ ما هناك أنَّهم يثيرون المشاكل والمنازعات الكلامية والشبهات التي قد تزلزل العقيدة لبعض البسطاء ،مما يدخل في نطاق الإيذاء والإزعاج في حركة الوضع الاجتماعي وملابساته ...]وإن يقاتلوكم[ أمّا إذا امتدت القضية إلى القتال ،فلن يستطيعوا الثبات أمام قوّة المسلمين لأنَّهم يعيشون الزلزال النفسي إزاء قوّة المسلمين ،المتعاظمة ،فينطلقون إلى الحرب بهزيمة داخلية قبل الهزيمة في المعركة ،]يولوُّكُم الأدبار[ ويهربون من الساحة ،]ثُمَّ لا ينصرون[ لأنَّهم لا يملكون مقوّمات النصر والغلبة .