{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بَِايَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ} لأنه ظلم ربه بالكفر والمعصية ،في ما تمرّد عليه من حقه ،بأن يوحّده ولا يشرك به ،وأن يطيعه ولا يعصيه ،وظلم نفسه بذلك ،لأنه أفقدها الفرص الكبيرة في الحصول على نتائج السعادة الدنيوية والأخروية في مواقع الإيمان والطاعة ،وفي ما أوقعها في غضب الله وعذابه في الآخرة ،وظلم الحقيقة والحياة والناس ،بالتنكر لما ينفع الحياة والناس في خط الحقيقة ،{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون} لأنهم أجرموا في حق أنفسهم وفي واقع الحياة ،وفي حق الله سبحانه ،ما يجعلهم مستحقّين للانتقام الذي لا ينطلق من موقع التشفي ،بل من موقع المقابلة للنتائج السلبية التي أدّت إليها الجريمة على أكثر من صعيد .