إنه نداء الرسالة في مضمونها ،ونداء الرسول في حركته ودعوته وبشارته وتمرّده على الواقع المضادّ كله في كل رموزه ،وانفتاحه على الله وحده ،ليكون هو الذي يملأ الروح الرسوليّ بالثقة التي تثبت الموقع والموقف والحركة والاتجاه في كل ساحات التحدي .
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} على الناس في ما تبلغهم به من تعاليم الرسالة ،وما يمارسونه من حركتهم في اتجاهها سلباً وإيجاباً ،لتقف غداً يوم القيامة ،لتقدِّم تقريرك في ذلك كله إلى الله ،ليكون الوثيقة التي يقيم بها الحجة عليهم{وَمُبَشِّراً} بالجنة لمن أطاع الله{وَنَذِيراً} بالنار لمن عصاه .