{قُلْ} لهم ،لهؤلاء الذين تحركوا في خط الشرك ،والتزموا عقليته ونهجه في غيبوبة الغفلة البعيدة عن إدراك حقائق الأشياء ،كلاماً يصدمهم ويهز وجدانهم حتى يستيقظ ،وتحداهم بالسؤال:{أَرُونِي الَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ} أين هم ؟ما هي قوتهم ؟ما هي قيمتهم ؟هل يملكون القوّة التي يرتفعون بها إلى مدارج العلو في رحاب الألوهية العظيمة ؟هل يستحقون هذا الشرف الذي أعطيتموهم إياه بعبادتكم إيَّاهم ،وبخضوعكم لهم ،والتزامكم بمنهج الفكر والشعور الذي يتحرك في خطوطهم العامة والخاصة .{كَلاَّ} فليس الأمر كما تزعمون أو كما تتخيلون ،فهم لا يستحقون ذلك كله ،فارفضوهم من موقع أنهم لا يمثلون الحق ،بل يمثِّلون الباطل ،لأن اللهوحدههو الحق ،{بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحْكِيمُ} الذي لا يُغلب ،{الْحْكِيمُ} الذي تتحرك كل أفعاله من موقع الحكمة التي توازن بين الأشياء كلها ،فلا تخطىء في شيءٍ منها ،مهما كان دقيقاً .
قل لهؤلاء كل ذلك ،وأكّد لهم حقيقة الوحدانية ،وضلال الشرك ،وقل لكل الناس ،من غير هؤلاء ،هذه الحقيقة التي تفرض نفسها على الوجدان الإنساني عندما يعيش لحظات الصفاء وعمق الوعي النقيّ ،فإنك رسول الله إلى الجميع ،لتبشرهم بالجنة والرضوان في رحاب الله ،ولتنذرهم بالنار وبالسخط الإلهيّ في رحاب الآخرة .وتلك هي حقيقة الشمول في رسالتك ،للحياة كلها ،وللناس كلهم .