{ قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء} أي جعلتموها لله أندادا ،وصيرتموها له عدلا .قال أبو السعود:أريد بأمرهم بإراءة الأصنام ،مع كونها بمرأى منه عليه الصلاة والسلام .إظهار خطئهم العظيم وإطلاعهم على بطلان رأيهم . أي أرونيها لأنظر بأي صفة ألحقتموها بالله الذي ليس كمثله شيء في استحقاق العبادة .وفيه مزيد تبكيت لهم بعد إلزام الحجة عليهم .وقد جوز المعرب في ( رأى ) هنا أن تكون عملية متعدية بهمزة النقل ،إلى ثلاثة مفاعيل ،ياء المتكلم والموصول وشركاء وعائد الموصول محذوف أي ألحقتموهم وأن تكون بصرية تعدت بالنقل لاثنين:ياء المتكلم والموصول ،و{ شركاء} حال .ولا ضعف / في هذا كما قاله ابن عطية:بل فيه توبيخ لهم ،إذ لم يرد حقيقته .لأنه كان يراهم ويعلمهم .فهو مجاز وتمثيل .والمعنى:ما زعمتموه شريكا إذا برز للعيون وهو خشب وحجر ،تمت فضيحتكم .وقوله تعالى:{ كلا} ردع لهم عن المشاركة ،بعد إبطال المقايسة{ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي الموصوف بالغلبة القاهرة والحكمة الباهرة .فأين شركاؤكم التي هي أخس الأشياء وأذلها ،من هذه الرتبة العالية .والضمير إما لله عز وعلا ،أو للشأن .قاله أبو السعود .