{أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِين} في عودة إلى أجواء التمنيات غير الواقعية ،عندما يواجهون الاستحقاق المصيري المتعلّق بدخولهم في النار انطلاقاً من أعمالهم السيّئة ،أو عقائدهم الفاسدة ،فيتحدثون عن إمكانية الرجوع إلى الدنيا ،ليحسنوا الفكر والنهج والعمل ،حتى يتفادوا هذا المصير الشقيَّ الأسود .ولكن الله يرد عليهم في مسألة الهداية التي يعتبرونها أمراً إلهيّاً لم تتعلق مشيئة الله بحصولهم عليه ،ليعرّفهم أنها ليست حالةً قهريّةً تكوينيّةً ،بل هي حالةٌ اختياريّةٌ خاضعةٌ للإمكانات والمعطيات التي يقدّمها الله للإنسان ليهتدي بها من موقع الحسّ الذي يهيّىء المفردات ،والفكر الذي يحرّكها في اتجاه النتائج الفكرية التي تقود إلى الإيمان العميق بالله ،والوحي الذي يوجه الحس والفكر نحو المنهج الصحيح .