هذا هو الفصل الأخير من السورة ،الذي ينقل إلينا مشهد الانتقال المفاجىء الهائل إلى موعد القيامة ،حيث يندفع الكافرون والمتقون إلى مصيرهم المحتوم الأخير في الدار الآخرة .
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} في ما توحي به الكلمة من الصوت القويّ الهائل الذي ينطلق من البوق مما قد يكون كنايةً عن الوسيلة التي تطلق الصوت الضخم الذي يهز الواقع بشكلٍ قويٍّ مثير ،{فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ} من الخلق الذين لم يرد الله لهم أن يموتوا ،وقد اختلف المفسرون في بيان مصداق هؤلاء مما لم يرجع إلى دليلٍ قطعيٍّ .وهكذا تهدأ الحياة في الكون وتموت كل مظاهرها المتحركة لتستعدّ لنقلةٍ نوعيّة أخرى ،تتميّز بالاندفاع القويّ نحو عالم آخر ،مختلفٍ عن العالم السابق الذي كان ،لأنه عالم المواجهة أمام نتائج المسؤولية في عالم الآخرة .
{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} في صرخةٍ تهز الأموات في قبورهم فتبعث فيهم الحياة من جديد ،{فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} في موقف الترقب والانتظار المشدود إلى الواقع الجديد المجهول الذي يتطلعون إلى مشاهده التي تبدو ملامحها تدريجياً ،