{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} في ما تصوروه في آفاق ذاته المقدّسة من إمكانية وجود شريك ،أو ولد له ،في التأثير على إرادته من خلال بعض المقربين منه ،ما يجعله محدود القدرة ،وذلك بسبب ما يعيشونه من التخلف في التصور الذي يربط القضايا الغيبية في العقيدة ،بالقضايا الحسِّية في الحياة ،من دون أن يتعمقوا في مواضع قدرة الله وآفاق عظمته .
{وَالأرْضُ جَمِيعاً} بكل سهولها وجبالها وبحارها وأنهارها وسطوحها وأعماقها ،وكل ما فيها من إنسان وحيوانٍ ونباتٍ وجماد{قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي داخلةٌ في قبضته ،تماماً كما يسيطر الشخص بقبضة يده على ما في داخلها ،وذلك على سبيل الكناية في التعبير عن السيطرة التامة الشاملة ،{وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} يحركها كيف يشاء ويدبّرها كما يريد ،وذلك على نحو الكناية عن قدرته على التصرف بها تماماً كالقدرة على ما يكون مطويّاً باليمين ،{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} مما ينسبونه إليه من أصنام وأشخاص وظواهر كونية ،تتمتع بقدرة وتدبيرٍ ومشاركةٍ في إدارة شؤون العالم .