{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} ليس هناك مجالٌ للدفاع ،لأنهم لا يملكون أية حجة أو برهان يبررون من خلاله أعمالهم ،فلا يبقى هناك إلا التمنيات المسحوقة بأن تبتلعهم الأرض ،فلا يتعرضون للوقوف طويلاً في هذا الموقف لما يواجههم من الإحراج والضيق والخوف ومن غضب الله ،ولا يمكنهم في ذلك الموقف إلا أن يعترفوا بكل شيء ،فلا يكتموا الله حديثاً في كل أعمالهم الكبيرة والصغيرة .وقد روي عن أمير المؤمنين علي( ع )في بعض خطبهأنه قال عن يوم القيامة: «ختم على الأفواه فلا تكلّم وقد تكلمت الأيدي وشهدت الأرجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثاً » .
وهكذا ينتهي هذا الفصل الذي بدأه الله بالدعوة إلى عبادته وتوحيده ،والعمل في اتجاه هذا الخط ،والتحذير من الكفر والإشراك به والتمرّد عليه ،وختمه بالموقف الشديد الذي يواجه المنحرفين أمام الشهداء بين يدي الله ؛ليفكر الإنسان طويلاً في قضية المصير ،ليحدد موقفه على هذا الأساس .