{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} أو أن موقفهم ينبع من عقدة ذاتية مرضية في نفوسهم ،من كل الطيبين الخيّرين الذين آتاهم الله من فضله الرسالة والرفعة والدرجة العالية في الحياة ؟فهم لا يطيقون التطلع إلى الناجحين وأصحاب الدرجة الرفيعة ،ولا يملكون الوصول إلى ذلك من خلال جهدهم ،لأنهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم أو يضحّوا أو يجاهدوا للوصول إلى ما وصل إليه الآخرون ،بل كل ما عندهم أن يحصلوا على المجد من دون جهد أو معاناة ،تماماً ككل الناس الذين يعيشون عقدة الحسد ،فيختنقون بها في شعور مرضيٍّ بالقهر والمرارة ؛وهكذا كان موقفهم من رسول الله( ص ) والمؤمنين معه ،أو النبيّ وآله ،كما جاءت الرواية بذلك عن أبي جعفرمحمد الباقر ( ع ) ،في ما آتاه الله من فضل الرسالة والنبوّة ،ولكن الله سبحانه يذكرهم بما أنزله على آل إبراهيم من الكتاب والحكمة وما آتاهم من الملك ،{فَقَدْ آتَيْنَآ ءَالَ إِبْراهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً} والله يؤتي فضله من يشاء ،فماذا يريدون ؟وماذا يفعلون ؟فليموتوا بغيظهم .واختلف الناس على الوحي الذي أنزله الله على إبراهيم وآله ،