المفردات:
يحسدون الناس: الحسد: تمنى زوال نعمة الغير .
الحكمة: العلم النافع ،أو النبوة .
التفسير:
ثم بين الله تعالى سر هذا العناد و التمادي في الضلال ،فذكر أنه يرجع إلى حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم و أمته ،و سيطرة الحقد على نفوسهم ،فوبخهم على ذلك بقوله:
54 _ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ .أي:أنهم ليس لهم دليل يستندون إليه ،وسبب يتمسكون به في تكذيبهم .بل هم يحسدون الناس ،وهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ،على ما آتاهم الله من فضله ،و أنعم به عليهم حيث: أعطاهم النبوة ،و الكتاب ،و الحكمة .
ولا غرابة في هذا ،ففضل الله واسع ،وقد آتى الله آل إبراهيم _أي: إبراهيم و من معه- الكتاب ،والحكمة ،والنبوة ،وآتاهم الله مع ذلك ملكا عظيما واسعا .
ومن ذلك ما أعطاه الله تعالى يوسف عليه السلام ،من السلطان في مصر .
وما أعطاه الله تعالى داود وسليمان عليهما السلام ،من النبوة و الملك العظم فلا غرابة- بعد هذا- أن يؤتي الله محمد صلى الله عليه وسلم- وهو من أولاد إبراهيم- مثلما أعطى إخوانه الأنبياء .