/ت60
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} ولكن الله يعلم ما في قلوبهم ويكشفه لنبيّه وللمسلمين ،ليعرفوا كيف يتعاملون مع هذه النماذج بطريقة واقعية ،وكيف يردّون كيدهم في نحورهم دون أن يثيروا أية سلبيات على مستوى العلاقات العامة{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} ؛وهكذا أراد الله لنبيه أن يعرض عنهم ولا يبالي بهم ،فهم لا يستطيعون أن يضروا الإسلام والمسلمين شيئاً{وَعِظْهُمْ} ،ولكنه أراد لهفي الوقت ذاتهأن يعظهم ويبيّن لهم حقائق الأمور ،ويكشف لهم باطن أمرهم{وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} ،فربما كان هذا الأسلوب باعثاً لهم على التراجع والإقبال على حقائق الإيمان في أفكاره ومواقفه ،وتلك هي الطريقة الإسلامية في التعامل مع المنافقين والمنحرفين ،فلا مجال للتهاون والإهمال ،ولكن مع استمرار الرسالة في مخاطبة الجانب الطيب في الإنسان ،فربما استطاعت أن توقظه من غفوته ،أو ترفع عنه الركام الهائل من الأوضاع القلقة ،التي حجبت عنه الرؤية الصحيحة للحقيقة .