{ذَلِكُم} ذلك الواقع الذي لا سبيل لكم إلى الخروج منه{بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} وجحدتم وحدانيته{وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ} بكل رموز الشرك ومواقعه ،ولم تكفروا من موقع حجة ،ولم تشركوا على أساس برهان ،ولم تغلق عنكم أبواب المعرفة ،بل كانت مفتوحةً لكم بكل رحابة الحقيقة في الطرق الموصلة إليها .فكانت لله عليكم الحجة ،وليست لكم أية حجة في ذلك كله ،{فَالْحُكْمُ للَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} الذي يحكم على عباده الكافرين المشركين الخاطئين بما يستحقونه دون أن يملك أحد معارضته ،لأنه العليّ الذي علا على كل خلقه ،الكبير الذي يصغر الكون وما فيه أمام حجم قدرته وعظمته .