/م10
والقرآن الكريم لا يجيبهم إلى طلبهم ،بل يخبرهم عن سبب عذابهم فيقول:
12-{ذالكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير} .
أي: هذا العذاب الشديد وعدم خروجكم من جهنم عائدين إلى الدنيا ،ورفض العودة إليها لأنكم كنتم في الدنيا إذا دعيتم إلى توحيد الله والإيمان به أعرضتم ،وإذا دُعي الله وحده لا شريك له كفرتم ،وأنكرتم أن تكون الألوهية له خاصة ،وأن أشرك به مشرك صدقتموه وآزرتموه .
فالحكم اليوم والأمر اليوم بيد الله العليّ ،صاحب الكبرياء والعظمة ،الذي ليس كمثله شيء ،ومن ثم اشتدت سطوته على من أشركوا به ،واقتضت حكمته أن يعذّبوا في جهنم ،فلا سبيل إلى خروجكم من جهنم ،فقد أعطاكم فرصة سانحة في الدنيا ،حين خلقكم ورزقكم ،وأرسل إليكم الرسل ،وأنزل إليكم الكتب ،فجحدتم الإيمان به ،وكفرتم برسوله ،فاستحققتم عذاب النار ،ولا مناص لكم عنها .