{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} وقيل: إنما خصوها بالسؤال دون سمعهم وأبصارهم مع اشتراكها في الشهادة ،لأن الجلود شهدت على ما كانت هي بنفسها أسباباً ،وآلاتٍ مباشرة له بخلاف السمع والأبصار ،فإنها كسائر الشهداء تشهد بما ارتكبه غيرها .وهكذا كانت المرارة تأكل أحاسيسهم ،فكيف تشهد عليهم جلودهم بما عملوه ،وما الذي أنطقها بهذه الطريقة العجيبة ،وقد كانت في الدنيا لا تملك نطقاً ؟ثم كيف تعترف بما فعلته ،وهو أمر يعرّضها للعذاب ؟
الجلود ترد على الكافرين
{قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فهل سألتم أنفسكم كيف نطق اللسان ؟وما الفرق بينه وبين أي عضوٍ آخر في إزاء قدرة الله ..فهو خالق أجهزة النطق كما هو خالق أجهزة الحياة كلها .{وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} ولم تكونوا شيئاً مذكوراً بل كنتم في قبضة العدم ،{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فهو القادر على أن يبعث فيكم الحياة من جديد ليحاسبكم على كل ما صنعتموه في حياتكم .