/م19
21-{وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} .
عند شهود الجوارح ،ونطق الأعضاء على الإنسان ،يحس بالخجل من نفسه ويتوقع العذاب في جهنم ،فيقول للجوارح التي شهدت عليه: كيف تشهدون عليّ ،وأنا كنت أناضل عنكم في الدنيا وأدافع عنكم ؟وهنا تجيب الجوارح: نحن خاضِعُون لقدرة الله اليوم ،فلا مهرب من عقاب ،ولا مفر من جزاء ،لقد خلقكم الله من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ،ثم أوجدكم في الدنيا أول مرة ،بعد أن نفخ الروح في أجسامكم ،وصرتم خلقا آخر ،فتبارك الله أحسن الخالقين ،ثم أنشأ الله الإنسان طفلا ،ثم فتى ثم يافعا ثم شابا ثم شيخا ،وخلال حياته أرسل له الرسل ،وأنزل له الكتب ،ويسّر له أسباب الهداية ،ثم كفر الإنسان واستكبر ،ثم يرجع إلى ربه للحساب والجزاء .{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} . ( الزلزلة: 7 ، 8 ) .
وفي صحيح مسلم ،عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ،فقال:"هل تدرون ممّ أضحك"؟قلنا الله ورسوله أعلم ،قال:"من مخاطبة العبد ربّه ،يقول: ألم تُجرْني من الظُّلم ؟قال: يقول: بلى ،قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا منّي ،قال: يقول: كفى بنفسك اليوم شهيدا ،وبالكرام الكاتبين شهودا ،قال: فيختم على فيه ،فيقال لأركانه: انطقي ،فتنطق بأعماله ،قال: ثم يخلّى بينه وبين الكلام ،قال: فيقول: بعدا لكُنّ وسحقا ،فعنكنّ كنت أناضل"{[644]}