{لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} كما يفعل المؤمن الذي يرى الله في كل شيءٍ ،ويتطلع إليه في مواقع النعمة ليعرف فضله عليه ،كما يتطلع إليه في مواقع العظمة ،ليعرف مدى قدرته ،ليبقى وعيه للحياة ،منفتحاً على الله في عملية تجدّدٍ متحرّكٍ ،في ما يراه أو يسمعه أو ينتفع به من مفردات النعم المتوافرة في الأرض ،وليعبّر عن إحساسه بنعمة الله وعظمته ،ليكون التعبير مظهراً من مظاهر تأكيد الانسجام بين الإيمان والكلمة ،في روحيّةٍ تعزّز صلة الإنسان الروحية بالله وتقوّي إيمانه .
تسبيح الله على نعمه
{وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} في تسبيحٍ يعبّر عن الإحساس بالعظمة والنعمة ،ليعطي للممارسة الحياتية معنًى روحياً بالإِضافة إلى ما تمثله من معنى مادّي .{وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} لأننا لا نملك أية طاقةٍ ذاتية تتيح لنا تنظيم حياتنا وتسهيلها بالوسائل الحيّة أو الجامدة التي تتوقف عليها حركة الحياة ،واللهوحدههو الذي يعطي الطاقة للإنسان في كل وجوده وفي كل مفردات حياته .