{يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ} في ما ينزله الله من القرآن ،يقرأه النبي عليه ،فيستوعب ما تتضمنه من معنى التوحيد لله والاستقامة في نهجه وخطه على مستوى الدعوة والحركة والموقف ،{ثُمَّ يُصِرُّ} على الكفر الذي كان عليه ،ويمتد فيه{مُسْتَكْبِراً} من عقدة الاستكبار الذاتي الذي يعقّده فكرياً فلا يتقبل ما يأتي به الآخرون من فكر ،لأنه لا يطيق أن يؤمن بحقيقةٍ آتية من غيره ،حتى لو كان وحياً يحمله إنسانٌ آخر ،كما يعقّده شعورياً فلا يتعاطف مع الرسول ،بل يواجهه بمشاعر الحقد والاستعلاء المدمّر ،فيواجه هذه الآيات{كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا} بما يثيره حولها من أجواء اللاّمبالاة ،أو الإِيحاء بالاستغراب للوضع كله{فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} لأن الله يريد لعباده أن يتواضعوا للحق الذي يأتيهم واضحاً بالحجة الرسالية التي يقدمها الأنبياء والدعاة إلى الله من بعدهم ،ما يعني أن المستكبرين المعاندين لا يملكون حجةً على كفرهم .