كيفية الوضوء قبل الصلاة
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ} ممن يتحرك الإيمان في حياتهم العمليّة ،فلا يبقى مجرد فكرة في العقل ونبضةٍ في القلب وكلمة في اللسان ،بل يتحول إلى حركةٍ في الواقع الإنساني في الحياة ،وهذا هو النّهج الَّذي أراد الله لكم اتباعه كي تتبيّنوا ما تأخذون به أو تدعونه مما يصلح أموركم أو يبعدكم عما يفسدها ،{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ} وبادرتم إلى الاستعداد لها في تهيئة المقدمات الّتي تؤدي إلى النتائج المطلوبة في الروح والجسد ،وكنتم في حالةٍ من الحدث ،{فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ} وحدّ الوجه يبدأفي منطقة الطولمن قصاص الشعر إلى طرف الذقن ،أمَّا في منطقة العرض فيتحدد بالمساحة الّتي يستوعبها إصبع الإبهام والوسطى في ما دارت عليه في الغسل ،وهذا هو المفهوم العرفي لهذه الكلمة .
وقد روى الكليني في الكافي بإسناده عن زرارة ،قال: «قلت له: أخبرني عن حدِّ الوجه الَّذي ينبغي له أن يوضأ الَّذي قال الله عزَّ وجلّ ،فقال: الوجه الَّذي أمر الله بغسله ،الَّذي لا ينبغي لأحدٍ أن يزيد عليه ولا ينقص منه ،إن زاد عليه لم يؤجر وإن نقص منه أثم ؛ما دارت عليه السبابة والوسطى والإبهام من قصاص شعر الرأس إلى الذقن ،وما جرت عليه الإصبعان من الوجه مستديراً فهو من الوجه وما سوى ذلك فليس من الوجه ،قلت: الصدغ ليس من الوجه ؟قال: لا » .
{وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} والمقصودحسب الظاهرهو تحديد المساحة لليد من الأصابع إلى المرفق ،في مقابل إطلاق كلمة اليد على ما يختص بالكفّ ،وعلى ما يشمل الذراع والعضد حتَّى الكتف ،وهذا ما ينبغي التنبيه إليه .أمَّا بداية الغسل ونهايته ،فهو من الأمور الّتي تفرضها طبيعة الغسل في انتهائه بالمنطقة الّتي يجري فيها الماء إلى خارج الجسد ،بدلاً من المنطقة الّتي يفيض فيها على الجسد مما هو غير متعارف في ممارسة النّاس للغسل العادي للجسد ،وبناءً على ذلك ،قال فقهاء الشيعة الإماميّة بوجوب الابتداء من المرفق والانتهاء بالأصابع ،بينما ذهب غيرهم إلى جواز النكس بالابتداء من الأصابع والانتهاء بالمرافق .
{وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} اختلف في معنى الباء بين قائل: بأنَّها للتبعيض ما يدل على أنَّ المطلوب هو مسح بعض الرأس كما صرّحت به بعض النصوص المأثورة وأيّده بعض اللغويين ،ويتفق هذا مع رأي الشيعة الإماميّة في وجوب مسح جزء من مقدم الرأس ،وكفاية مسح أقل ما يصدق عليه اسم المسح ،وبين قائل بأنَّها للإلصاقأي إلصاق المسح بالرأس،وعلى ضوء هذا قال المالكيّة: باستيعاب الرأس أو أكثرهعلى اختلاف الرِّواية عن مالك،وقال الحنفيّة: يجب مسح ربع الرأس ،ولكن هذا التفسير للباء لا يتنافى مع رأي الإماميّة والشافعيّة في كفاية مسح جزءٍ من الرأس وإن قلّ ،لصدق المسح للرأس في ذلك المقدار حسب الإطلاق العرفي .
الاختلاف في قراءة «وأرجلكم »
{وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} وهما العظمان الناتئان في ظهر القدم ،وقيل: إنِّهما عظما الساقين .وقد اختلف المفسرون في حقّ الرِّجلين في الوضوء ؛أهو المسح أم الغسل ؟فقال جمهور الفقهاء من أهل السنَّة بالغسل ،وقالت الإماميّة بالمسح دون غيره ،وبه قال عكرمة .وقد روي القول بالمسح عن جماعة من الصحابة والتابعين كابن عباس وأنس وأبي العالية والشعبي ،وقال الحسن البصري بالتخيير بين المسح والغسل ،وإليه ذهب الطبري والجبائي ،إلاَّ أنَّهما قالا: يجب مسح جميع القدمين ولا يجوز الاقتصار على مسح ظاهر القدم .وقال ناصر الحق من أئمة الزيديّة: يجب الجمع بين المسح والغسل .
وقد اعتمد فقهاء السنَّة على قراءة{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب ،لأنَّها بذلك تكون معطوفة على{وَأَيْدِيَكُمْ} دون{بِرُؤُوسِكُمْ} المجرورة بالباء .وقول القائلين بالمسح أساسه أنَّ العطف قد يكون على المحل كما يكون على اللفظ ،والمفروض أنَّ{بِرُؤُوسِكُمْ} في محل نصب على المفعوليّة ،فيكون العطف بالنصب عليها مبرّراً بحسب القواعد العربيّة ،كما أنَّ هناك أكثر من قارىء قرأها بالنصب ،مع ملاحظة أنَّ العطف على الأيدي لا مبرر له من ناحية بلاغة التعبير القرآني وفصاحته ،وذلك لوجود الفاصل بين الأيدي والأرجل وهو قوله تعالى:{وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} ولو كانت معطوفة على الأيدي لقال:{وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وأرجلكم إلى الكعبين} ولم يفصل بينهما بمسح الرأس .وإذا كان ما ذكر جائزاً ،فإنَّه خلاف الفصاحة القرآنيّة الّتي تجسد أعلى مستويات الفصاحة والبلاغة المعجزة .
إنَّ قراءة{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب معطوفة على{وَأَيْدِيَكُمْ} يوجب القول بالغسل ،وأمّا عطفها على{بِرُؤُوسِكُمْ} فيوجب المسح ،سواء قرئت بالجر أو بالنصب .
ويروى عن الإمام محمَّد الباقر( ع ) القراءة بالجر ،كما جاء في رواية الشيخ الطوسي بإسناده عن غالب الهذيل ،قال: «سألت أبا جعفر( ع ) عن قول الله عزَّ وجلّ:{وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} على الخفض هي أم على الرفع ؟فقال: هي على الخفض » .
وقد سئل أئمة أهل البيت( ع ) عن وضوء رسول الله ،كما جاء عن محمَّد بن يعقوب الكليني بإسناده عن زرارة وبكير أنهما سألا أبا جعفرمحمَّداً الباقر( ع )عن وضوء رسول الله( ص ) ،فدعا بطست أو تور فيه ماء ،فغمس كفّه اليمنى ،فغرف بها غرفة فصبَّها على جبهته ،فغسل وجهه بها ،ثُمَّ غمس كفَّه اليسرى فأفرغ على يده اليمنى ،فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردُّها إلى المرفق ،ثم غمس كفّه اليمنى ،فأفرغ بها على ذراعه الأيسر من المرفق ،وصنع بها كما صنع باليمنى ،ومسح رأسه بفضل كفيه وقدميه ببلل كفّه لم يحدث ماءً جديداً ،ثُمَّ قال: ولا يدخل( ص ) أصابعه تحت الشراك ،قالا: ثُمَّ قال: إنَّ الله يقول:{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} فليس له أن يدع شيئاً من وجهه إلاَّ غسله ،وأمر أن يغسل اليدين إلى المرفقين ،فليس له أن يدع من يديه إلى المرفقين شيئاً إلاَّ غسله ،لأنَّ الله يقول:{فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} ،ثُم قال:{وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} فإذا مسح بشيء من رأسه أو بشيء من قدميه ما بين أطراف الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أَجزأه .قالا: قلنا: أصلحك الله أين الكعبان ؟قال: ههنا ،يعني المفصل دون عظم الساق .فقلنا: هذا ما هو ؟قال: من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك ،فقلنا: أصلحك الله ،فالغرفة الواحدة تجزىء للوجه ،وغرفة للذراع ؟قال: نعم ،إذا بالغت فيهما ،واثنتان تأتيان على ذلك كله » .
التّيمّم طهارة
{وَإِن كُنتُمْ جُنُباً} بالجماع أو إنزال المني ،{فَاطَّهَّرُواْ} وذلك بغسل البدن كلِّه دفعةً واحدةإن أمكن ذلكبالارتماس أو بالوقوف تحت الشلال أو تحت ماء ينهمر على البدن دفعةً عرفية ،أو بالترتيب بين الرأس والرقبة أولاً ،والبدن كلِّه ثانياً ،وقد يكون من الأفضل الأحوط الترتيب بين الجانب الأيمن والأيسر بعد غسل الرأس والرّقبة .{وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ} أي من هذا الصعيد الطيِّب ،وقد تحدثنا عن تفسير هذه الفقرة في موقعها المماثل في سورة النساء في تفسير الآية ( 47 ) فراجع .
{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} في تكاليفه الملزمة ،فقد أنزل الله شريعته على أساس تحقيق مصالح الإنسان في الحياة بما يأمره به من الأفعال المنفتحة على الخير كله في يسر وسهولة ،وإبعاده عمّا يفسد حياته بما ينهاه عنه من الأعمال الّتي تسيء إلى حياته دون أن يُثقل عليه في شيء من ذلك{وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} في أجسادكم وأرواحِكُم بالطهارات المتنوّعة في الوضوء والغسل والتيمم ،الّتي تمثِّل لوناً من التدريب على نظافة البدن اليوميّة كالوضوء ،أو شبه اليوميّة كالغسل ،بحيث توحي بأهميّة هذه المسألة في التخطيط الإسلامي للتربية في حياة الإنسان ،بحيث تلزم الإنسان بغسل الأعضاء الحيويّة المتصلة بحاجاته اليوميّة ،كالوجه الَّذي يُقابل به النّاس وتتحرك به أجهزة البصر والشم ،بالإضافة إلى الفم الَّذي يرتبط به أكثر من مسألة في الطعام والشراب والكلام ..وغير ذلك مما يحتاجهُ الإنسان في حياته الخاصة ،وكاليدين اللّتين هما الوسيلتان لأكثر من حاجةٍ في أعماله الخاصة به وبالنّاس ،ويبقى للمسح معنى الإيحاء بضرورة التوفر على الرأس والرِّجلين بين وقت وآخر .
هذا في الوضوء ،أمَّا في الغسل الَّذي تحدثت الآية عن سببيّة الجنابة له ،فإنَّ هناك أكثر من سببٍ له ،من غسل الحيض والاستحاضة والنفاس للنساء ،وغسل مسّ الميّت ،إلى جانب الأغسال المستحبة كغسل الجمعة ونحوه ،ممّا يتمثَّل في تطهير البدن كلّه ،باعتبار أنَّ المناسبات قد تتصل ببعض الاثار الماديّة المنفتحة على بعض الحالات النفسيّة في استقذار الحدث الَّذي يترك تأثيره على الجسد كلّه من ناحية معنويّة أو شعوريّة ،أو في إزالة الخوف عند مسَّ الميّت نتيجة الوهم الذاتي الَّذي قد يوحي بانتقال الموت إلى جسد الإنسان الماسّ ،الأمر الَّذي قد يزيل الغسل إيحاءاته السلبيّة بالحيويّة الّتي يمنحها للجسد لجهة تجدد الحياة فيه ..وهكذا ينفتح الغسل على الجانب الذاتي والاجتماعي في المناسبات العامّة الّتي يلتقي فيها بالنّاس كالجمعة والعيدين ..وغيرها ،بما يفرض عليه أن يخرج إليهم نظيفاً طاهراً ،ما يجعل من الطهارة البدنية سلوكاً عامّاً متحركاً في الحياة الخاصة والعامّة للإنسان .
هذا من جهة ،ومن جهةٍ أخرى ،فإنَّ اشتراط قصد القربة في الغسل ،الَّذي لا يصح منه إلاَّ إذا أتى به بقصد الطاعة لله أو محبوبيّة الله له ،أو بنية التقرّب إليه ،يوحي بأنَّ القضيّة لا تتصل بالجانب الماديّ الجسديّ ،بل تمتد إلى الجانب الروحي الَّذي يتمثّلُ فيه المعنى الإيحائيّ بأنَّ الطهارة البدنيّة تقرب الإنسان إلى الله ،وترتفع بمكانته عنده ،فلا تبقى مجرّد حاجة جسديّة للنظافة ،بل تتحول إلى حاجة روحيّة توحي بالطهارة الروحيّة الَّتي تمتزج بالممارسة الماديّة بحيث تمثِّل لوناً من ألوان التربية المتحركة الإيجابيّة التي توحي للإنسان بأنَّه كُلَّما ازداد نظافة ازداد قرباً إلى الله ،وهذا ما توحي به الأحاديث الواردة في استحباب تجديد الوضوء ،ومنها:
1«الوضوء على الوضوء نور على نور » .
2وعن محمَّد بن يحيى ،وأحمد بن إدريس ،عن أحمد بن إسحاق ،عن سعدان ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد الله( ع ) ،قال: «الطهر على الطهر عشر حسنات » .
3وعن محمَّد بن موسى بن المتوكّل ،عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ،عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ،عن أبيه ،عن محمَّد بن سنان ،عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد الله( ع ) قال: «من جدّد وضوءه لغير حدث جدّد الله توبته من غير استغفار » .
وهكذا في استحباب النوم على طهارة ،أو الكون على طهارة ،كغايةٍ مستقلّةٍ في ذاتها بعيداً عن أيّة غايةٍ خاصة ،بالإضافة إلى كثير من المناسبات المستحبة شرعاً .
إنَّنا نفهم من ذلك كله أنَّ الإسلام الَّذي جعل الطهارة عبادة تتحرّك في الجوّ الصلاتي وفي كل الأجواء المتّصلة بالله ،يؤكد أنّ للنظافة في تخطيطه التشريعي الدور الحيويّ الَّذي يمتد حتّى في نظافة كل ما يتصل بالإنسان في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه وشهوته وغير ذلك .
وهذه من مميزات الإسلام في تخطيطه التشريعي الَّذي يؤكد على حماية الإنسان من كل قذارة ماديّة تسيء إلى روحه وبدنه وحياة النّاس من حوله ،أو قذارة روحيّة تسيء إلى روحه وأخلاقيته وسلوكه الفرديّ والمجتمعيّ ،الأمر الَّذي يوحي بأنَّ الإنسان القذر بعيد عن الله في بدنه وروحه .
أمّا التيمم ،فإنَّه يمثّل البديل الإيحائيّ عن الوضوء والغسل عند عدم وجود الماء أو عدم التمكن من استعماله ،حتَّى لا يبقى المكلَّف من دون بديل ،فكان التراب أو الأرض هو الواجب الجديد الَّذي يوحي بالمعنى الروحيّ العباديّ ،على أساس مسح الجبهة بالتراب ،وكذلك الكفين ،ما يدل على الخضوع لله والتواضع له مع ما يمثِّلهُ اشتراط الصعيد بالطهارة من إيحاءات الطهارة ،واشتراط نيّة القربة فيه الذي يجعل الإنسان يفكر بأنَّ الله خلقه من تراب ليتعبّد إلى الله في خلقه ،ليعبّر ذلك عن إيحاءٍ روحيّ ينساب في وجدانه ،ليدخل إلى الصلاة في طهارةٍ ترابيّةٍ عباديّةٍ تنفتح به على سرِّ وجوده ،ليتكامل في موقفه بين يدي ربِّه في إحساسه الروحيّ بالأرض الّتي جاء الحديث النبويّ الشريف فيها:
«جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً » .ما يعني بأنَّها رمز الطهارة كما هي موضع السجود .والله العالم .
وهكذا شرَّع الله هذه الطهارات الّتي لم يرد لكم أن تقفوا من خلالها في حرج ،بل ليطهركم في أبدانكم وأرواحكم ،{وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} لما يحققه لكم من المصالح المتصلة بحياتكم الروحيّة والماديّة بحيث تحصلون من خلال ذلك على السعادة والطمأنينة والاستقرار في كل أموركم العامّة والخاصة ،من خلال التشريع الإلهي الكامل الشامل ،{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الله على ذلك كلّه ليزيدكم من نعمه الوافرة بمقتضى وعده ،{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [ إبراهيم:7] .