{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ} لتنقلك إلى عالم آخر ،يختلف عن العالم الذي أنت فيه ،فتفارق كل مواقع شغلك ،وكل ملاعب لهوك وفرحك ،{ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} فتهرب من ذكره ،وتبتعد عن مواقعه وإيحاءاته ،وتعمل على إلهاء نفسك عنه بأيّ شيءٍ ،مما يجلب الغفلة إلى وعيك وشعورك ،لأنك كنت مشدوداً إلى الدنيا بكل غرائزك وشهواتك وعلاقاتك ،وبكل ما ألفته من أوضاع وأشياءٍ وأعمال ..وها أنت تواجه الحق في القضاء الإلهي ،فتنشغل به في ما يشبه السكرة عن كل مَن حولك مِن الناس ،وما حولك من الأمور .