{أَتَوَاصَوْاْ بِهِ} على ترداد مقولة واحدة التقى بها الأولون بالآخرين ،ما جعل كل جيل يوصي الجيل الآخر بالوقوف ضد الرسالات والرسل في كل عصرٍ ومصرٍ ،{بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} فليست المسألة مسألة إرث الوصية ،بل هي طبيعة الطغيان التي تملي على كل طاغيةٍ في زمانه استخدام هذا المنطق الذي يعبّر عن رفض الحقيقة ،والهروب منها ،باللجوء إلى أسلوب الاتهام غير المسؤول الذي يراد به إشغال الناس عن الرسالة .ولكن منطقهم ذاك لن يصل إلى أيّة نتيجةٍ عمليةٍ ،فلن يتراجع النبي عن موقفه في إبلاغ الرسالة ،وعن إصراره عليها وثبات موقفه منها ،كما لم يتراجع الأنبياء من قبله .هذا ما يريد الله أن يبلّغه للنبي ليتخذ الموقف الصامد الذي لا يخضع لنقاط الضعف ،ولا يهتز أمام تهاويل الخوف