ثم قال:{أَتَوَاصَوْاْ بِهِ} ،ثم أضرب عن تواصيهم بذلك إضراب إبطال ،لأنهم لم يجمعوا في زمن حتى يتواصوا فقال:{بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} أي الموجب الذي جمعهم على اتفاقهم جميعاً على تكذيب الرسل ونسبتهم للسحر والجنون ،واتحاد في الطغيان الذي هو مجاوزة الحد في الكفر .
وهذا يدل على أنهم إنما اتفقوا لأن قلوب بعضهم تشبه قلوب بعض في الكفر والطغيان ،فتشابهت مقالاتهم للرسل لأجل تشابه قلوبهم .
وقد أوضح تعالى هذا المعنى في سورة البقرة:{كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [ البقرة: 118] .