{قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنّي مَعَكُمْ مّنَ الْمُتَرَبّصِينَ} لأن الانتظار لن يوصلكم إلى ما تريدون ،ذلك أن الرسالة ستفرض نفسها على الواقع وستؤكد مفاهيمها في حركة الإنسان والحياة ،وستهزم الوثنية وكل خطط الشرك ،وقد يموت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ،ولكن الرسالة لن تموت ،لأنها وحي الله الذي يرعى رسالاته ،بما يرعى به الوجود كله ،وهذا هو الفرق بين انتظار الرسول وانتظار خصومه ،فهم ينتظرون موت الرسول لانتهاء الرسالة لأنهم يربطونها بحياته كشخص في تفكيرهم ،أمّا الرسول ،فينتظر انتصار رسالته ،ويترقب انفتاح قلوبهم على الحق من حيث يريدون أو لا يريدون ،كما ينتظر عذاب الله الذي يحل بهم في الدنيا والآخرة إذا أصرّوا على شركهم وانحرافهم .
ومن هنا كان الرسول هو الأقوى في التربص ،بينما كانوا في موقف الضعف ،