{أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقاتٍ} فكان رد الفعل امتناعكم عن مناجاته خوفاً من دفع الصدقة ،أو امتناعكم من دفعها في إلحاحكم على طلب مناجاته ،ما يوحي بضعف الالتزام الديني في حياتكم ،{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ} تهاوناً أو استخفافاً أو تمرداً،{وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} فغفر لكم ذلك بعد أن تحقق للتشريع بعض غاياته ،في ما أثاره من جدالٍ ومناقشة ووعي للمسألة المتصلة بالنبي في وقته الثمين لحساب الرسالة،{فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكاةَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في التشريعات العامة التي تمثل خط الحياة الذي تتحرك الرسالة من أجل أن تقود الناس إلى الالتزام به ،لتبقى حياتهم مشدودةً إلى ما يصلح أمرهم عند الله في حسابات الدنيا والآخرة ،{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} مما يرضيه أو مما يسخطه في السر والعلانية .
وجاء في الدر المنثور عن علي( ع ) قال: «إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدي ،آية النجوى{يا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ،فكنت كلما ناجيت النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) قدمت بين يدي درهماً ،ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت{أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} ».