{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} وينطلق الحديث عن التوحيد مرةً أخرى ،لأن هذه المسألة هي الأساس في الارتباط به ،والانفصال عن غيره في أجواء العقيدة والعمل .
{الْمَلِكُ} الذي يستمد كل مالكٍ منه ملكه ،لأنه المالك للأشياء كلها ،{الْقُدُّوسُ} الذي يعبر عن القمة في النزاهة والطهارة ،مما يوحي للإنسان بالامتداد في هذا الجوّ المشبع بالمعاني الطاهرة في علاقة الإنسان بالحياة ،لينفتح على الطهر من خلال الانفتاح على الله في صفة القدس الإلهي ،{السَّلامُ} الذي يوحي بالأمن والطمأنينة والاستقرار في علاقة الإنسان بالله ،وعلاقة الله بالكون والحياة ،فينطلق الإنسان مع وعيه لاتصاف الله بهذه الصفة ،ليحتضن السلام في نفسه مع الله ومع الناس ومع الحياة باعتبارها قيمةً روحيةً اجتماعيةً كبيرة .
{الْمُؤْمِنُ} الذي يمنح الأمن من رحمته ولطفه ،{الْمُهَيْمِنُ} المسيطر على الأمر كله في ما توحي به الكلمة من شمولية السلطة والتدبير والقدرة ،{الْعَزِيزُ} الغالب الذي لا يغلبه شيء ،والمالك لما لا يملكه غيره من دون عكس ،{الْجَبَّارُ} الذي يتميّز بالجبروت ،الذي تنفذ إرادته ويجبر غيره على ما يشاء.{الْمُتَكَبِّرُ} الذي ارتدى رداء الكبرياء الذي لا يملك أحد أن يرتديه،{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فهو المنزّه عن كل ندٍّ ونظيرٍ وشبيهٍ ،لأنه الذي يتميز بالعلوّ عن كل شيء .