ثم جاءت كلمة التوحيد مرة أخرى ،{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} ،وجاء بعدها من الصفات الجامعة قوله:{الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} ،وهذا الدليل على وحدانيته تعالى نص عليه في موضع آخر صريحاً في قوله تعالى{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْييِ وَيُمِيتُ} [ الأعراف: 158] فالذي له ملك السماوات والأرض هو الملك الحق الكامل الملك ،وهو الذي يملك التصرف في ملكه كما يشاء بالإحياء والإماتة وحده ،كما قال تعالى{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [ الملك: 1 -2] وهو القدوس السلام المؤمن المهيمن على ملكه كما في قوله أيضاً{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [ البقرة: 255] فالقيوم هو المهيمن والقائم بكل نفس ،العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون .
/خ24