{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} الذي قدر كل شيء وأبدعه ،{الْبَارِىءُ} الذي برأ كل شيء وأخرجه من العدم ،فمنه كان الوجود كله ،وله الخلق كله ،{الْمُصَوِّرُ} الذي أبدع صورة الأشياء في ملامحها المتنوّعة التي تمثل الجمال كله ،والإبداع كله ،والقدرة العظيمة من خلال التمايز في الملامح والأشكال ،بحيث أعطى كلَّ شيءٍ شخصيته الخاصة المميزة ،على أساس اختلاف الصورة التي صنعها من غير مثالٍ .
وإذا كانت تلك الصفات متعددةً في مفهومها ،فليس معنى ذلك أنها متعددة في حقيقتها ،فإن الخلق والبرء والتصوير ينطلقون في طبيعةٍ واحدةٍ تجتمع فيها هذه المعاني في وجودٍ واحدٍ .
{لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَى} التي تملك الحسن في ذاتها ،بعيداً عن انفعال الآخرين بها ،وتضيء للناس الآفاق الطيّبة الطاهرة الجميلة الرائعة التي توحي لهم بكل معنى طيبٍ طاهرٍ جميلٍ رائعٍ ،في ما يستوحونه من صفات الله في إيحاءاتهم الروحية والعملية .
{يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} من المخلوقات الكثيرة التي تحدِّق بكل مظاهر جماله وجلاله وكماله ،وتنزهه عن كل شريك ،وتعترف له بأنه وحده الإله .
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي تلتقي العزة والحكمة في هيمنته على الكون وفي تدبيره له ،في النظام البديع المتناسق في حركة الكون والإنسان .