وقد روي عن الإمام الحسن العسكري( ع ) قال: إن قنبراً مولى أمير المؤمنين( ع ) دخل على الحجّاج بن يوسف ،فقال له: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب ؟فقال: كنت أوضّيه ،فقال له: ما يقول إذا فرغ من وضوئه ،فقال: كان يتلو هذه الآية:{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُواْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا ؟قال: نعم » .
وهكذا نجد في هذه الآيات إيقاظاً وتوعية وإيحاء لكل الكافرين والظالمين والمستكبرين أن لا يعتدّوا بما لديهم من المال والجاه والقوّة والسلطة والرزق والمتاع ،فإنّ ذلك قد يكون نوعاً من البلاء الذي يستدرجهم الله من خلاله لينظر إليهم هل يرجعون إليه أو يستمرون في طغيانهم يعمهون ،فليس لهم أن يطمئنوا إلى ذلك أو ينفتحوا عليه كما لو كان ذلك دليل خير وعلامة سعادة .
أما ختام الآيات بالحمد لله رب العالمين ،فيمكن فهمه من خلال ما جاء به الحديث عن الإمام جعفر الصادق 5 يقول: «من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله ،وإن الله حمد نفسه على إهلاك الظالمين فقال:{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}