التّفسير
اعرفوا واهب النعم !
الخطاب ما يزال موجهاً إِلى المشركين .
في هذه الآيات حثّ استدلالي على إِيقاظهم ببيان آخر يعتمد غريزة دفع الضرر ،فيبدأ بالقول: إِنّه إِذا سلب منكم الله النعم الثمينة التي وهبها لكم ،مثل السمع والبصر ،وأغلق على قلوبكم أبواب التمييز بين الحسن والسيء ،والحقّ والباطل ،فمن يا ترى يستطيع أن يعيد إِليكم تلك النعم ؟( قل أرأيتم إِن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إِله غير الله يأتيكم به ) .
في الواقع ،كان المشركون أنفسهم يعتقدون أنّ الخالق والرازق هو الله ،وكانوا يعبدون الأصنام للاستشفاع بها عند الله .
والقرآن يحثّهم على الاتجاه المباشر نحو الله مصدر كل الخيرات والبركات بدل الاتجاه إِلى أصنام لا قيمة لها .
وإِضافة إِلى ما كان يحمله عبدة الأصنام من اعتقاد بالله ،فإِنّ القرآن استجوب عقولهم هنا لإِبداء رأيها وحكمها في أمر أصنام لا تملك هي نفسها عيناً ولا أذناً ولا عقلا ولا شعوراً ،فهل يمكنها أن تهب أمثال هذه النعم للآخرين ؟!