مناسبة النزول
جاء في أسباب النزولللواحدي:«قوله تعالى:{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ} قال الكلبي: إن مشركي مكة قالوا: يا محمد ،والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله فنزلت هذه الآية .
الكافرون يثيرون الشبهات أمام الرسول ( ص )
ويستمر الوحي القرآني في استعراض ملامح الأسلوب السلبي الذي يتبعه الكافرون أمام الرسالات ،مهما قدّمت لهم من بينات ،ومهما استجابت لهم من مقترحات ،فهم ينتقلون من اقتراحٍ إلى اقتراحٍ ،فإذا استجيب لهم في بعضها كانت كلمة السحر هي التفسير الذي يواجهون به المعجزة ..وبدأوا يثيرون أمام الرسول اقتراحاً جديداً ،لأنهم لا يجيدون التفكير بطريقة توصل إلى الإيمان ،بل كل ما عندهم هو الشغب والشك وإثارة الشبهات ليشغلوا الساحة بذلك كله ،فيبتعد المؤمنون عن القضايا الحيّة في الدعوة إلى الله والعمل في سبيله .
وبهذا جاءت هذه الآية ،فقد كانوا أثاروا أمام النبي( ص ) أن يُنزل عليهم كتاباً من السماء .وتنطلق كلمات الآية لتكشف ما في داخلهم من عدم الجدّية في هذا الطلب ،لأنهم لا يعيشون مشكلة فقدان الحجة لتكون هذه الآية السماوية حجة عليهم ،بل يعيشون حالة انعدام الإرادة في الإيمان ..{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} ولذلك فلو أن الله أنزل إليهم كتاباً فلمسوه بأيديهم{لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ،فإن ردّ فعلهم لن يكون إلا أن يقولوا{إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} .