ثم بين تعالى شدة مكابرتهم ،إثر إعراضهم ،بقوله سبحانه:
[ 7]{ ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ( 7 )} .
{ ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس} أي مكتوبا في ورق ،{ فلمسوه بأيديهم} أي:فمسوه ،{ لقال الذين كفروا إن هذا} أي:ليس هذا المعظم بهذه الوجوه الدالة على أنه لا يكون إلا من الله ،{ إلا سحر مبين} تعنتا وعنادا .وتخصيص ( اللمس ) لأن التزوير لا يقع فيه ،فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا ،ولأنه يتقدمه الإبصار ،حيث لا مانع .وتقييده ب ( الأيدي ) لرفع التجوز ،فإنه قد يتجوز به للفحص ،كقوله{[3353]}:{ وأنا لمسنا السماء} - أفاده البيضاوي .
/ قال الناصر في ( الانتصاف ):والظاهر أن فائدة زيادة لمسهم له بأيديهم ،تحقيق القراءة على قرب .أي:فقرءوه وهو في أيديهم ،لا بعيد عنهم ،لما آمنوا .
وقال ابن كثير:وهذا كما قال تعالى مخبرا عن مكابرتهم للمحسوسات:{ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ،لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}{[3354]} .ولقوله تعالى:{ وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم}{[3355]} .