{يَعْدُونَ}: يظلمون ،وأصله مجاوزة الحدّ .
{حِيتَانُهُمْ}: حيتان: جمع حوت ،وأكثر ما يسمي العرب الحيتان والنينان .
{شُرَّعًا}: الشرع أصله الظهور ،ومنه الشرعة والشريعة ،وهو الظاهر المستقيم من المذاهب .
الله يكشف تمرد بني إسرائيل
{وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} .الضمير يعود إلى اليهود الذين كانوا في المدينة ،فقد أراد الله من نبيّه أن يسألهم عن حال أهل هذه القرية التي كانت واقعة على ساحل البحر .{إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} أي يتجاوزون أمر الله في الامتناع عن الصيد في يوم السبت{إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} أي ظاهرة على وجه الماء ،فلا يملكون أنفسهم من الإقبال على صيدها طمعاً في الحصول عليها .{وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ} أي عندما لا يكون يوم السبت ،ويكون الصيد مباحاً لهم ،فإن الحيتان لا تأتيهم .{كَذَلِكَ نَبْلُوهُم} ونختبرهم بهذا التكليف الصعب عقوبةً لهم{بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} .فقد أراد الله أن يظهر حالهم وتمرّدهم عليه ،فأرسل إليهم السمك في اليوم الذي حرّم عليهم فيه الصيد ،وأمسكه عنهم في اليوم الذي أباحه لهم .ويقال: إن بعضهم قد توصَّل إلى حيلةٍ معيّنةٍ لتجاوز هذا النهي بطريقة غير مباشرة ،فحفروا أخاديد ومسارب تتصل بالماء تنفذ الحيتان منها إلى الأخاديد ،ولا تستطيع الخروج ،فكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون: نحن نصطاد يوم الأحد لا يوم السبت ،فأنكر عليهم جماعة منهم وزجروهم عن هذا الاحتيال والتلاعب بالدين ،وحذّروهم من بأس الله وعذابه ،فلم يتّعظوا .