آدم وحواء يخضعان لخداع إبليس
...وأراد الله الإيحاء إلى آدم بكرامته عليه ،في ما يمهد له من سبل رضوانه ونعمه ،فقال له:{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وخذا حريتكما في التمتع بأثمارها في ما تختاران منها ممّا تستلذّانه أو تشتهيانه ...{فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} لا يمنعكما منه مانع ،{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} فهي محرمةٌ عليكما .هذه هي إرادة الله التي انطلقت من موقع حكمته في توجيهكما إلى أن تواجها المسؤولية من موقع الالتزام والإرادة ،في الامتناع عن بعض ما تشتهيانه من أجل إطاعته في ما يأمر به أو ينهى عنه ؛فلا بد من تجربةٍ أولى لحركة الإنسان في عملية الإرادة ،فلتبدأ تجربتكما الأولى في هذه الأجواء الفسيحة التي منحكما الله فيها كل شيء ،مما يجعل من النهي الصادر منه إليكما ،تكليفاً ميسّراً لا صعوبة فيه ولا حرج ،فبإمكانكما السير في نقطة البداية من أيسر طريق ،فلا تقربا هذه الشجرة{فَتَكُونَا مِنَ الظَّلِمِينَ} ،الذين يظلمون أنفسهم ،ويسيئون اَليها بالانحراف عن خط المسؤولية في طاعة الله .ولم يكن لديهما أيُّ حافزٍ ذاتيّ يدفعهما إلى المعصية ،لأنهما لا يشعران بالحاجة إلى هذه الشجرة بالذات ،ما دامت الشجرة لا تمثل شيئاً مميزاً في شكلها وثمرها .