{سَمِّ الْخِيَاطِ}: ثقب الإبرة .والسَمّبفتح السين وضمهاالثقب ،ومنه السمّ القاتل لأنه ينفذ بلطف في مسام البدن حتى يصل إلى القلب فينقض بنيته ،وكل ثقب في البدن لطيف فهو سُم وسمّ وجمعه: سموم .والخياط والمخيط: الإبرة .
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ} وهي كنايةٌ عن أبواب رحمة الله ورضوانه ،وقد جاء في مجمع البيان حديث عن الإمام محمد الباقر( ع ) قال: «أمّا المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها ،وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى منادٍ: اهبطوا به إلى سجين » ،و{وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ} وهو أمر مستحيلٌ ،إذ كيف يمكن أن يدخل الجمل في ثقب إبرة الخياطة ؟! … لأنهم لا يملكون الأساس الذي يمكن أن يحقق لهم ذلك .وقد ورد مثل هذا المعنى في إنجيل لوقا الباب 18 الجملة 25 و36 أن عيسى( ع ) قال: «ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله ،لأن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله » .ومن الطبيعي أن المراد به الكناية عن صعوبة انضباط الغني في خط الإيمان والتقوى الذي يدخل به إلى ملكوت الله في الجنة ،لأن الغنى يفتح للإنسان أبواب الانحراف على وسعها .{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} الذين أجرموا في حق أنفسهم وفي حقّ ربهم ،ولم يستجيبوا لنداء الحق في الفكر والعمل ،