{دَابِرَ}: عقب ،نسل ،ذرية .
نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين
فليست مسألة العذاب الذي أنذرتكم به ،مما أملك أمر تنفيذه ،لأواجه التحدّي الذي طرحتموه علي ،لأنني لا أملك قوةً ذاتيةً في حجم القضايا الكونيّة ،في ما ينزل من عذابٍ على الكافرين مما يخرج عن القوانين العادية للحياة ،فذلك مما اختصّ به الله ،فهو القادر على أن يرسل عذابه ،بالقدرة نفسها التي يرسل بها رحمته .وما دام الله قد توعدكم بالعذاب ،فانتظروا عذابه الذي سيأتيكم ،إن عاجلاً أو آجلاً ؛إني منتظر ذلك معكم ،لأن لي الثقة المطلقة برسالات ربي في وعده ووعيده .وجاء العذاب لهؤلاء المتمرّدين ،فأهلكهم الله وأبادهم فلم يبق منهم أحد .أمّا هود والذين معه ،فقد أنجاهم الله برحمته ،لأنهم كانوا في مستوى المسؤولية في إيمانهم بالله ،وطاعتهم له ،وصمودهم أمام كل التحديات في سبيل الله ...وذلك هو قوله تعالى:{فَأَنجَيْنَهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِايَتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ} فلا مجال لأن تنالهم رحمة الله ،لأنهم لم يتعلقوا من رحمته بشيء مما أراد لهم من موقف الإيمان .