{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم} ،لأن قيمة النفس بمقدار ما تساوي من عملٍ ..فيما كان الإنسان يستطيع أن يفعله في حياته ،ليربح امتدادها في قضية المصير .فإذا لم ينتهز الفرصة السانحة ،فسيجد نفسه في خسارةٍ فادحةٍ لا يملك معها شيئاً ،أيّ شيء ،حيث لا يبقى له إلا النار وبئس القرار…{بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} وذلك هو السبب الذي يجلب الخسارة للإنسان ،أن يظلم الإنسان ربّه بانحرافه عن آياته ،وتمرده عليها ،فيبتعد عن الانسجام مع حقوق الله عليه في ما أفاض عليه من نعمة الوجود ،وأغدق عليه من أَلطافه في امتداد حياته ،وما فتح له من نوافذ المعرفة التي تفتح قلبه على الحقيقة ...وأي ظلمٍ أفظع من هذا الظلم ،أن تستعمل ما منحك الله من نعمه في التمرد عليه ومعصيته ،فتفقد بذلك كل دنياك وآخرتك .