وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} فقد عرفنا معنى الألوهية في معنى الله الذي يحيط بكل شيء علماً ،ويهيمن على الوجود كله ،فلا يغيب شيءٌ عن علمه ،ولا يخرج شيءٌ عن قدرته ،فإذا أراد الله بنا شرّاً فلن نستطيع الخلاص منه ،ولن يَعْجَز الله عنه ،ولن نتمكن من الهروب من سلطته ،لأن أعماق الأرض ورحاب الفضاء جزءٌ من ملكه ،فإلى أين المفرّ وكيف الخلاص ؟!
ومن خلال ذلك نفهم أنَّ علينا الخضوع له في كل أوامره ونواهيه ،لأن ذلك وحده هو سبيل النجاة من عقابه في الدنيا والآخرة .وإذا كان بعض الناس ينحرفون عن هذا الخط ،فإنهم كانوا يعيشون الغفلة المطبقة على عقولهم التي تبتعد بهم عن وعي الحقيقة الإيمانية التي تعرّفهم مقام ربهم في الكون ،وموقعهم منه في ضعفهم المطلق أمام القوّة المطلقة لله .