{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} لأن وجداننا الصافي ،وفطرتنا المنفتحة ،كانا الدليل على الهدى في العقيدة والشريعة والمنهج ،فلا مجال لإنكاره ،لأنه لا مجال للريب فيه ،لا سيّما وأن الهدى الديني التوحيدي لا يمثل حالةً فكريةً تجريديةً لا دخل لها بالحياة في مسألة المصير ،بل يمثل الحالة المتصلة بالمصير كله في الدنيا والآخرة ،بحيث يتحرك الهدى والضلال في دائرة النعيم الدائم ،والشقاء الخالد ،فكيف يمكن أن نعيش جوّ اللاّمبالاة تجاه الرسالة ،وأن نواجه حالة العناد في حركتنا عندها لنتمرد عليها ،كما يفعل المعاندون في خط الرسالات ،{فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً} أي نقصاً{وَلاَ رَهَقاً} أي ظلماً ،لأن الله تكفل للمؤمنين بالرحمة والعدل والإحسان ،وعاهدهم على أن لا يضيع عمل عاملٍ منهم من ذكرٍ أو أنثى ،فلا ينقص أحداً أجره ،ولا يظلم عبداً حقه ،ما يجعل من مسألة الإيمان مسألةً تتصل بالعلاقة العميقة بين المؤمن وبين ربّه ،في ما هي النتائج العظيمة على مستوى المصير السعيد في رحاب الله في الدار الآخرة .