كيف كانت صفة هؤلاء الأبرار في الدنيا ؟وكيف كانت علاقتهم بالجانب الخيّر من الحياة ؟
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} وللنذر معنًى مصطلحٌ يتحدد بما يلتزمه الإنسان على نفسه من مالٍ أو عملٍ بصيغةٍ معيّنةٍ ،وقد يتوسع البعض في معناه ليشمل كل التزامات الإنسان الإيمانية ،سواء كانت في دائرة الخط الإيماني المنفتح على أحكام الشريعة كلها أو كانت في دائرة الالتزامات الذاتية ،لأنّ النذر الخاص بالمعنى العرفي لا يحمل أيّة خصوصيةٍ تفرض التركيز عليه ،بل كلُّ ما هناك هو ما يعبّر عنه من التزام مرتبطٍ بالله في ما يستتبعه من الوفاء الدالّ على صدقه في التزاماته ،في ما يتحمله من تبعاته ،ويحمله من أعبائه .
{وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} ويتحرّكون على أساس هاجس الخوف الذي يشمل كل كيانهم ،حتى ليهتز تحت تأثير ذكره في ما كانوا يعرفونه من شرّ ذلك اليوم الذي كان فاشياً منتشراً ذاهباً في الجهات ،بالغاً أقصى المبالغ ،وقد سمي العذاب شرّاً لأنه لا خير فيه للناس الذين ينالهم العقاب ،ولذلك فإنهم يعملون على الابتعاد عن دائرة التقصير في طاعة الله ،لشعورهم بضخامة المسؤولية ،وثقل التبعة ،وعظمة النتائج السلبية في الدار الآخرة .