{أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَاداً} في ما أودعناه فيها من سنن الوجود وقوانينه فيها ،بما يجعلها صالحة للسكن ،لما تتضمنه من كل لوازم الحياة الضرورية لنموّ الإنسان واستمراره كالغذاء والماء والكساء ،وغيرها من حاجات الإنسان التي تتوقف عليها حياته ،وينطلق فيها دوره المميز في خلافته في الأرض ،وبناء الحياة العامة على الأسس الثابتة التي يريدها الله ،في نظام حيٍّ متوازنٍ مترابط الخصائص ،متناسق الأبعاد ،بحيث لو اختلّ جزءٌ منه اختلت الحياة لديه في عمقها وحركتها وامتدادها .وهذا هو ما نستوحيه من اعتبار الأرض مهاداً ،في ما يتمثّل فيها من التمهيد المادي في انبساطها ،ومن التمهيد المعنوي في عناصره الروحية والأخلاقية المتصلة ..فإذا كانت الكلمة لا تفي بمدلولها اللغوي بذلك ،فإنها تدلبمدلولها الإيحائيّعليه .