{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} .ربّما كان الأقرب إلى جوّ كلمات هذه الآية ،أن يكون الخطاب للكافرين ،وذلك من خلال الحديث عنهم في الآية السابقة ،بأنّ الله موهن كيدهم ،فقد ورد في بعض الروايات: أن أبا جهل كان يطلب من الله الفتح ،فكان الجواب على ذلك: إنكم إذا طلبتم الفتح ،فهذا هو الفتح ،ولكنه ليس الفتح الذي تريدونه ،بل هو الفتح للمسلمين الذين حملوا رسالة الله ،ونصروا دينه بصدقٍ وإخلاصٍ .
الله يحض الكافرين على كفّ شرورهم ويحذرهم نفسه
{وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} ،لأن كل هذه المكائد التي تكيدونها لله ولرسوله وللمؤمنين ،ستكون وبالاً عليكم ،لأن الله سيبطل كيدكم في نهاية المطاف ،فإذا انتهيتم عن ذلك ،وغيّرتم وبدّلتم ،وسرتم على الصراط المستقيم ،كان ذلك خيراً لكم ،لأنّه يوفر عليكم الجهد والعناء والهزيمة في الدنيا ،كما يدفع عنكم الذل والخزي والعذاب في الآخرة .{وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ} ،لنوهن كيدكم ،ونبطل خططكم العدوانية ،ونهزمكم شر هزيمة ...{وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ}جماعتكم{شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ} ،لأن النصر ليس مع الكثرة دائماً ،بل قد يكون حليف القلة المنطلقة من مواقع الإيمان الحق .{وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} فيمدّهم بالقوّة ،ويؤيّدهم بالنصر .وماذا تفيدكم قوتكم وكثرتكم إذا كان الله مع المؤمنين ضدّكم ؟!