/م15
المفردات
الاستفتاح: طلب الفتح والفصل في الأمر كالنصر في الحرب .
وقال السدي: كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله ،وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأكرم الفئتين وخير القبلتين ،فأجابهم الله بقوله:
19 –{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ...}
أي: أن تستنصروا لأعلى الجندين ،وأهداهما ،فقد جاءكم الفتح ونصر أعلاهما وأهداهما ،وهذا من قبيل التهكم بهم ؛لأنه قد جاءهم الهلاك والذلة .
{وإن تنتهوا فهو خير لكم} .أي: وإن تنتهوا عن عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وقتاله ،فالانتهاء خير لكم ؛لأنكم قد ذقتم من الحرب ما ذقتم من قتل وأسر بسبب ذلك العدوان .
{وإن تعودوا نعد} .أي: وإن تعودوا إلى حربه وقتاله نعد إلى مثل ما رأيتم من الفتح له عليكم حتى يجئ الفتح الأعظم الذي به تدول الدولة للمؤمنين عليكم ،وبه يذل شرككم وتذهب ريحكم .
{ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت} .أي: ولن يدفع عنكم رهطكم شيئا من بأس الله وشديد نقمته ولو كثرت عددا ،إذ لا تكون الكثرة وسيلة النصر أمام القلة إلا إذا تساوت معها في أمور كثيرة كالصبر والثبات والثقة بالله تعالى ،فهو الذي بيده النصر والقوة .
{وأن الله مع المؤمنين} .بمعونته وتوفيقه ،فلا تضرهم قلتهم ولا كثرة عددكم ،فهو يؤتى النصر من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .